عندما يفقد الإنسان شيئاً عزيزاً غالياً على قلبه، لا يبقى في جعبته الكثير ليخسره، عندها تزداد الخيارات أمامه وباتجاهات متعددة، ولا يضيره بعدها إن كان ثمن هذه الخيارات التي ستجعله يحافظ على وفاءه للغالي الذي فقد؛ أن يقدم أغلى ما يملك؛ روحه التي بين جنبيه.
وهذا هو حال شعبنا الفلسطيني المحاصر الجريح المكلوم، الذي يعيش حصاراً ظالماً شعر به الجميع، الصغير والكبير، الشاب والكهل، كل أبناء شعبنا ذاقوا ويلات هذا الحصار، حتى بات الواحد منّا لا يستطيع الوصول إلى عمله، والذي لا يعمل لا يجد ما يعيل به أبناءه، وحتى لو وجد هذا وذاك بعض المال، فإنهم يجدون صعبة في الحصول على الكثير من السلع الأساسية التي يحتاجها الناس من أجل أن تقيم أودهم.
وأمام هذا الواقع الأليم، يقف الشعب الفلسطيني المجاهد، وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة، هذا القطاع الذي سيظل غصة في حلوق أعداء الله الصهاينة المحاصرين لشعبنا، وكل من سار في فلكهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين بإذن الله. يقف شعبنا اليوم بكل قوة وجرأة وكبرياء، ليقول كلمة الفصل وليضع الناس أمام مسئولياتهم، مذكّراً الأمة العربية والإسلامية بأن عليها واجب النصرة لهذا الشعب المقهور المنكوب، والذي يباد ويعيش الموت البطيء أمام مرأى ومسمع العالم، ولا يحرك أحدهم ساكناً. لقد بات الصغار قبل الكبار يتحدثون عن مهزلة الأنظمة العربية الرسمية الهزيلة المقيتة، والتي لا زالت حتى هذه اللحظة تزود الاحتلال الصهيوني بالغاز والوقود وبأقل من سعر التكلفة، وأحياناً يزداد تعاطف هذه الأنظمة وهذه الحكومات مع الصهاينة "المساكين" الذين يذوقون الويلات ويحاصرون من قبل الشعب الفلسطيني الذي يقطع عنهم الإمدادات، فيجدون أنفسهم مضطرين لتقديم خدماتهم "بالمجان" لصالح الصهاينة المظلومين....!!!!
فتحية وألف ألف تحية لهذا الكرم العربي وهذه الشهامة التي يتسّم بها القادة العرب، الذين لا يقبلون أن يظلم الصهاينة، وبهذه المناسبة فإننا نوجه خطاباً لهؤلاء الزعماء أن لا عليكم من "النفايات" التي تعيش في غزة، دعوهم يموتوا جوعاً وقهراً وانصروا أبناء العمومة، وكونوا صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم، بهذا فقط تصبحوا رجالاً وبغيره ستكونوا قد خسرتم تعاطف الوالد الأمريكي "الرحيم"، وودّ الأم "إسرائيل الرؤوم"... حسبنا الله ونعم الوكيل!!!!
يا ناس.... كفى مهازل، يكفي هذه الأمة ما جلبتموه لها من عار بفعل سياساتكم الرعناء المساندة للظلمة، وكفاكم خداعاً لشعوبكم المقهورة المظلومة، وأذكر زعيم أكبر دولة عربية بمقولته: "لن نسمح بتجويع الشعب الفلسطيني"، فماذا أنت فاعل يا فخامة الرئيس، ألم يرتق المصاب والألم والحصار المضروب علينا لمستوى ما أطلقت من تصريحات، أم أنها سياسة "سكّن تسلم" بلغة السياسة اللعينة، التي تقامر بأرواح الشعوب وتجعلها مطية لكسب الرضا الأمريكي والصهيوني، فنداؤنا يتجدد للقيادة المصرية وجميع زعماء الأمة أن يكونوا ولو لمرة واحدة على مستوى آلام وآمال شعوبهم المقهورة، ونذكرهم بعاقبة الظلم، فإن عاقبته وخيمة قد يعجّل الله بها في الدنيا، وقد يؤخرها ليوم تشخص فيه الأبصار، ونذكرهم بالمرأة التي دخلت النار في هرّة حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، ونحن أبناء فلسطين المحرومون المعذبون يمكن أن نقبل أن نكون هذه "الهرّة" ، ولكننا نحذّركم من أن تكونوا أنتم من يحبسها فيكون مآلكم جهنم وبئس المصير. أما أنتم يا شعوب الأمة، فلا عذر لكم إن بقيتم على صمتكم هذا وخوفكم من أنظمتكم وحكوماتكم، ثوروا على هذا الظلم وتذكروا أن من أفضل الأعمال "كلمة حق في وجه سلطان جائر"، قولوا كلمة الحق، واخرجوا جميعاً لنصرة الشعب الذي يذود عن حياضكم، ويشكل رأس الحربة في حماية مشروعكم العظيم لعودة الخيرية والقيادة والريادة لهذه الأمة العظيمة
وختاماً فإننا من قلب الجرح؛ ومن وسط الآلام نرسل رسالة مفتوحة لكل المتآمرين على شعبنا، والمشاركين في حصارنا، سواء من أعدائنا الحقيقيين، أو من عرب الردّة، أو حتى من أبناء جلدتنا الذين انسلخوا من فلسطينيتهم ومن عروبتهم، رسالتنا لهؤلاء جميعاً... احذروا غضبة الحليم، فصبرنا بدأ ينفد، وهذه المرة ستكون ردّة الفعل أعظم مما تتصورون؛ إن أنتم بقيتم على موقفكم الصامت أو حتى المشارك في هذه المؤامرة الخسيسة، ولكم أن تتخيّلوا انتفاضة ثالثة يكون عنوانها... "ثورة المحاصرين".
منارة الاحلام
جنرال غزة مشرف عام
عدد الرسائل : 252 العمر : 37 الموقع : فلسطين /غزة العمل/الترفيه : أبحث عن الصداقة المزاج : عال العال البلد : فلسطين /غزة ( الأوسمة ) : تاريخ التسجيل : 04/05/2008
موضوع: انتفاضة ثالثة عنوانها (ثورة المحاصرين) 
الإثنين 2 يونيو 2008 - 20:20
