هناك أساطير ومعتقدات صحية وطبية يؤمن بها بعض الناس بشكل مطلق ويحرصون على مراعاتها وتطبيقها بشكل دائم، على الرغم من أن الدراسات الطبية الحديثة أثبتت عدم دقتها وفي بعض الأحيان تثبت تلك الدراسات أنها أفكار وهمية، واللافت أن الإرث الاجتماعي والثقافي ليس هو السبب الوحيد في تأصل تلك الأساطير، ففي كثير من الأحيان كانت مصادر طبية ودوائر علمية هي مصدر هذه الأساطير على مدار السنوات الماضية صحيفة الديلي ميل البريطانية استعانت بالخبيرة أنجيلا ابستن لكي تفند وتعيد تقييم تلك الأساطير الطبية التي ثبت عدم صحتها وفاعليتها من الناحيتين العلمية والعملية.
ممارسة الجنس من الممكن أن تسبب الأزمات القلبية لدى الرجال.. هذه اسطورة سادت لسنوات طويلة أما الحقيقة فإن البحث يظهر أن فرص الإصابة بأزمة قلبية في أي ساعة لدى الرجل غير المدخن الذي يبلغ الخمسين من عمره حوالى واحد بالمليون. وممارسة الجنس تزيد تلك النسبة إلى اثنين بالمليون. فالجنس مثله مثل أي نوع من أنواع الإجهاد الجسدي يزيد من خطورة الإصابة بأزمة قلبية لدى الرجال المصابين بمرض قلبي أو الذين يعانون من آلام شديدة بالصدر بانتظام أو الذين يعانون من ضغط الدم أو لديهم عضلة قلب ضعيفة أو قدرة ضعيفة في النبض. فالجنس يرفع معدل النبض في القلب بمعدل130 نبضة في الدقيقة والتي تشبه الأثر نفسه الذي يحدثه صعود الدرج (السلالم) لمدة من 15 إلى 20 ثانية، لذلك إذا كنت لا تشعر بالتعب من صعود السلالم فإن الجنس لا يمكن أن يسبب لك أزمة قلبية.
ثمة أسطورة أخرى حول ضرورة عدم الخلط بين تناول المضادات الحيوية وبعض المشروبات، بينما الحقيقة أن من الحكمة دائما عدم تناول المشروبات بخلاف الماء عندما تتناول دواء لأن هناك احتمالاً أن يؤدي هذا الخلط والتفاعل بين الأدوية والمشروبات إلى متاعب صحية، ولكن من غير المحتمل أن يكون له أي أثر عليك. ومن المحتمل أن تكون هذه الأسطورة قد جاءت نتيجة اعتقادنا بوجود العديد من الأدوية التي تتفاعل مع المشروبات والتي قد تزيد من فاعلية الدواء. ولكن الإستثناء الوحيد من تلك الأدوية، كما يقول المتحدث الرسمي لجمعية الصيدلة الملكية البريطانية، هو دواء ميترونيدازول، وهو مضاد حيوي يستخدم للعديد من الأمراض المعدية. فعندما يختلط مع كمية صغيرة من الكحول فإنه يسبب القيء.
أما بشأن الأسطورة حول أن تناول الكثير من السكر قد يصيبك بمرض السكري، فالواقع أننا لا نصاب بمرض السكري نتيجة تناول السكر بكثرة بل نتيجة فشل البنكرياس في إنتاج أنسولين بدرجة كافية للسيطرة على نسبة الغلوكوز في الدم، كما تقول كارولين باتلر، مستشارة رعاية مرض السكري في المملكة المتحدة. وهذا يعني أن كثرة تناول السكر في حد ذاتها لايمكن أن تسبب مثل هذا التعطل في البنكرياس. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك دراسات تشير إلى أن مرض السكري من النوع الثاني يمكن أن ينتج عن زيادة وزن الجسم الناتجة عن كثرة تناول الأغذية السكرية. كما أن ما يقال عن أن من هم مصابون بمرض السكري يجب عليهم أن يتناولوا أغذية خالية من السكر يعد أسطورة أيضا. ليست هذه هي الحقيقة بخاصة أن معظم المنتجات تحتوي على مواد حلوة المذاق والتي تعمل كملين. فليس من الضروري إزالة السكر تماما من الوجبات الغذائية التي تقدم لمرضى السكري. حيث أن الوجبة الغذائية يجب أن تكون معتدلة وتتوافق مع جرعة الأنسولين والصحة العامة للمريض.
وفي ما يخص مقولة أن فحص الثدي ينقذ الحياة، خذ لك اسطورة أخرى يكشفها واقع
ان فكرة الفحص الدوري للثدي تقي النساء من الموت بالسرطان قد ثبت كذبها من خلال دراسة أميركية مهمة. ففي دراسة مسحية أجريت على 266.000 امرأة في مركز فريد هاتشنسن الشهير لأبحاث السرطان في سياتل، فإن معدل الوفاة من سرطان الثدي كان هو نفسه لدى المجموعة التي كانت تقوم بفحص دوري للثدي وفي المجموعة التي لم يكن عندها أي معلومات عن الموضوع من البداية. وقد وجد الباحثون أن الفحص الذاتي قد يؤدي إلى زيادة القلق وإجراء فحوصات لا ضرورة لها على الأنسجة الحية.
فأفضل من الفحص الذاتي الدوري للثدي فإنه من المستحسن أن تكوني واعية فقط بتكوين الثدي كما تنصح ليستر بار المستشارة في مركز الوقاية من سرطان الثدي في مانشستر. حيث ان فحص الثدي قد لا يكون له أي نتيجة على معدل الوفاة ولكن سرعة استجابتك لأي تغيرات ملحوظة مثل الأورام أو التجاعيد أو الألم ربما تقلل الحاجة إلى العلاج المكثف. كما أن برامج الفحص التصويري بالأشعة قد أظهرت تحسنًا في نسبة الشفاء.